صليبه ..كان مكاني!!


استراح الجيش الفرنسي في خايمه بعد معركة عظيمة،في إنتظار معركة أخرى في اليوم التالي.وكانت جيوش الأعداء مرابطة على مسافة قريبة.فلم يهدأ الامبراطور "نابليون بونابرات" ولم يستطيع النوم،فخرج ليتفقد أحوال العسكر،وليرى هل الحراس يقظون في حراستهم أم لا.وإذا به يجد حارسا غارقا في لنوم،وهذه جريمة أجرتها الموت.ولكن الامبراطور رثى لحال الحارس وأشفق عليه،وانحنى إلى الأرض،وحمل سلاحه،ووقف مكانه حتى طلوع الفجر.ولما استيقظ الحارس ووجد الامبراطور واقفا بجانبه،إرتعب من الخوف،وتحقق من موته. ولكن نابليون ربت على كتفه بمحبة وحنان،وقال له:"لا تخف يا إبني،فقت مكانك، وما كنت أطلبه منك قد عملته بالنيابة عنك"عزيزي.. هذا هو نفس ما عمله الله معنا !!.. نحن أخطأناوفعلنا الشر، وما نستحقه هو الموت والعذاب الأبدي في بحيرة النار والكبريت لننال فيها بعدل إستحقاق ما فعلنا."لأننا كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أشعياء 53 : 6). وبذلك تحمل عقاب اثامنا وشرورنا وأخيرا "سكب للموت نفسه" (أشعياء 53 : 12).وبذلك دفع "أجرة الخطية وهي الموت" (رومية6 : 23)نعم .. لقد تحمل سيدي الام الجلد واللكمات واللطمات والبصق على وجهه والشوك والمسامير . هذه كشفت ما في قلب الإنسان من قسوة ووحشية.أما أشد أنواع الالام التي قاساها المسيح على الصليب فهي الالم الكفارية، من يد العدل الالهي. تقابل الله عليه الغضب صبا، فذاق من يد الله كأسا أشد مرارة من العلقم، لا توصف ولا يعبر عنها. "ومن العلاء أرسل نارا إلى عظامه فسرت فيها" (مراثي أرميا1 : 13)"وصار قبله كالشمع،قد ذاب في وسط أمعائه" (مزمور22 : 14)ولما حجب الله وجهه عنه، صرخ المسيح قائلا :"إلهي إلهي لماذا تركتني"(مز22 : 1 ، مت 27 : 46)."ولا تحجب وجهك عن عبدك. لأن لي ضيقا"(مز69: 17)أيها الأحباء.. لقد كان الصليب بحق هو مكاني ومكانك."فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا إلى الله"(1بط 3 : 18 )فخطايانا هي التي أتت بالمسيح إلى الصليب، والمسيح هو الذي أتى بنا إلى الله !لقد حسب هو المذنب،لكي نحسب نحن متبررين. تركه الله. لكي يقبلنا نحن . صار وسط ساعات الظلمة، لكي ينقلنا إلى نوره العجيب. إحتمل ما كان علينا لكي لا يبقى علينا شيئا على الاطلاق . واجه الدينونة والموت فناب عنا، لكي نتمتع نحن بالبر والحياة الأبدية. شرب كأس الغضب، لكي نتناول نحن كأس الخلاص الأبدي ونرتوي من فيض محبة الله وغنى نعمته.بالاختصار: لقد أخذ المسيح على الصليب ما نستحق نحن. لكي نأخذ ما أستحق هو. ولم ينزل المسيح من على الصليب إلا بعد أن قال:"قد أكمل"(يو19: 30). فسدد لعدالة الله حقوقها. وتمم للناموس مطاليبه. ودفع أجرة الخطية بدلا عنا. ولم يبق على الخاطئ الاثيم الذي يريد أن يتبرر إلا قبول عمل المسيح لاجله أيها القارئ العزيز :هل تعرفت بالمصلوب بإعتباره بديلك ونائبك؟هل عرفته بإعتباره مخلصك وفاديك؟هل تريد أن تصلي تأئبا ومعترفا ومقدرا فضله؟
    شارك الموضوع مع الاصدقاء لتعم الفائدة


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمير عبدالله الصباح يتخلى عن المعتقد الاسلامى ويتحول إلى المسيحية

كيفية استخدام بياض البيض أو صفار البيض للشعر

إنما نهاية كل شئ قد اقتربت